الجالية العراقية في أستراليا...قلوب رحيمة وأيادي بيضاء
من استراليا أبحرت السفينة التي تحمل في جنباتها الأمل والسعادة وشقت عباب البحر قاطعة آلاف الكيلومترات لتصل إلى ميناء البصرة حيث أنزلت حمولتها هناك, لتنقل بعد ذلك إلى كربلاء الحسين (عليه السلام) ملجأ الغرباء وحضن النازحين الذين هجروا قسرا على يد الإرهاب الغاشم الذي حرمهم كل ما يملكون , فوجدوا هذا المأوى الدافئ قد فتح ذراعيه واستقبلهم بكل حب وإخاء .
بدأت قصة السفينة عندما قرر الأخوة الغيارى في (مؤسسة إسناد الشعب العراقي) في ولاية فكتوريا في القارة الاسترالية أن يكون لهم نصيب من الثواب العظيم في مواساة أخوتهم المهجرين الذين يعانون من شضف العيش وقسوة الحياة , فقاموا بتوفيق من الله تعالى بحملة كبيرة ومباركة لجمع المساعدات التي شملت الاحتياجات الضرورية من ملابس شتوية وصيفية و بطانيات وملاحف وحقائب وكراسي للمعاقين وغيرها من الأمور الأساسية, وقد تم التنسيق من خلال الشعبة النسوية في قسم تطوير الموارد البشرية متمثلة بالسيدة خلود البياتي وكذلك الاخت افنان الاسدي مع المسؤولين عن جمع التبرعات في استراليا وذلك لإيصالها إلى المحتاجين فأبدى السادة كل التعاون لثقتهم التامة بالعتبة الحسينية المقدسة بعد أن شاهدوا الصور التي توثق نشاطات الشعبة وخبرتها ونزاهتها وعملها الدؤوب في هذا المجال.
وبعد جهود كبيرة من جميع الأطراف المشاركة, وصلت المساعدات إلى قسم تطوير الموارد البشرية حيث قام السيد (مسلم السوداني) مسؤول القسم باستلامها باليد وستوزع إن شاء الله قريباً لتدخل السرور على قلوب المحرومين والدفء إلى أجسادهم وتعيد إلى وجوههم ابتسامة كانت قد فارقتهم منذ أمد بعيد.
و من هنا تتقدم الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة و قسم تطوير الموارد البشرية بالشكر الجزيل للأخوة المتبرعين ذوي القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء الذين لم يقف بعدهم ونأيهم في بلاد المهجر عائقا أمام تكاتفهم وتكافلهم الانساني مع أخوتهم الذين ضاقت بهم سبل العيش في عراقنا الحبيب ,سائلين المولى عز وجل لهم المزيد من التوفيقات الإلهية والمزيد من التعاون المشترك مع العتبة الحسينية المقدسة في المجالات كافة.