الإطار الإنمائي للمنظومة التربوية...ندوة علمية ضمن المنتدى الأسبوعي

ضمن فعاليات وأنشطة المنتدى الثقافي الأسبوعي الذي يقيمه قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية المقدسة؛ شهدت قاعة الندوات في بناية مدارس الوارث الإبتدائية أمسية علمية تنموية ألقاها جناب الدكتور ومدرب التنمية البشرية ماهر حميد مجيد عميد المعهد التقني / كربلاء وخبير تدريب وتنمية بشرية, عضو دائم في الأكاديمية البريطانية لتطوير الموارد البشرية, عضو شبكة خبراء التفاوض العراقية, استشاري تنمية بشرية وإرشاد أسري في العتبة الحسينية المقدسة, لديه عدد من المؤلفات التنموية والمقالات العلمية المتنوعة.

 

أقيمت هذه الأمسية يوم السبت الموافق 13/2/2016م وكما في كل أسبوع في تمام الساعة الرابعة عصراً, عنوان هذه المحاضرة العلمية كان "الإطار النمائي للمنظومة التربوية" تناول خلالها جناب الدكتور شرح مقومات العملية التربوية بشكل عام من خلال تأطيرها بإطار تنموي وتطويري مستديم, حيث قال الدكتور: "لابد عند محاولة البحث في تطوير مسألة معينة تأطيرها بأطر محددة وواضحة ليسهل على الباحثين تطويرها وتشخيص مشاكلها, ومن أهم الأطر التي يمكن أن تنهض بالجانب التربوي في العراق خاصة هو الإطار التنموي".

 

تطرق جناب الدكتور خلال المحاضرة التي جذبت الحاضرين من خلال موضوعها المهم والأسلوب الشيق والسلس للمحاضر تطرق إلى تفصيل أجزاء الإطار النمائي الذي يحكم العملية التربوية بقوله: "الإطار الإنمائي للمنظومة التربوية يتكون من محورين أساسيين؛ أفقي وأخر عمودي أو يمكن القول "سيني" و"صادي"، فأما المحور الأفقي فيشتمل على أربعة مجالات أساسية والتي هي مجالات التنمية البشرية الأساسية ذاتها والتي أقرتها منظمة الأمم المتحدة منذ بداية تطور مفهوم التنمية البشرية ليومنا هذا وهي (الصحة، الإقتصاد، التعليم، البيئة) حيث لابد لنا إذا ما أردنا تطوير وتحسين أركان المنظومة التربوية أن نزرع هذه المجالات الأساسية أولاً كقيمة ثابتة في نفوس كافة شرائح المجتمع بما فيهم الأطفال طبعاً، حينها سيمكن لنا – بمساعدة المجتمع- النهوض بالمنظومة التربوية في البلد كون المجتمع سيكون بنفسه هو المطالب بهذا" وأضاف الدكتور مستطرقاً حول المحور الثاني المهم في سبيل تطور المنظومة التربوية: "أما المحور الثاني المهم والذي يؤطر المنظومة التربوية من ناحية تنموية هو (الزمن) فهو يعد مقياس بسيط وواضح وجيد جداً لمدى النجاح والخسارة والكسب والفقد بصورة عامة، حيث أن إدخال التحسينات والتطويرات في أي مجال لا بد أن يكون مصحوباً بآليات تضمن مستقبلاً عدم تأثر الأجيال القادمة أو تضررها وهو ما نعرفه اليوم بالتنمية المستدامة".

 

حضور الأمسية العلمية تنوع ما بين تربويين ومثقفين ونخب علمية حتى من خارج محافظة كربلاء حيث حضر الندوة جناب الأستاذ عباس عودة عليوي مدير تربية محافظة كربلاء والأستاذ عبد الحميد الصفّار مدير تربية كربلاء السابق وعدد من التربويين من مدرسي ومدرسات كربلاء المقدسة ومدربين في مجال التنمية البشرية وممثلين عن فصائل الحشد الشعبي.

 

ومن الملفت حضور أحد الأخوة من الناصرية حيث قطع كل تلك المسافة الكبيرة خلال يوم إنعقاد الندوة من محافظة ذي قار إلى كربلاء المقدسة لأجل الإستفادة من هذه المحاضرة القيمة على حد قوله، وإن دل هذا على شيء فيدل على الصدى الواسع الذي وصلت إليه سمعة هذا المنتدى والملتقى الثقافي الأسبوعي الذي تتبناه العتبة الحسينية المقدسة.

 

وعن الندوة قال الأستاذ منتظر عباس شريف معاون رئيس قسم تطوير الموارد البشرية: "بلا شك مثل هذه المواضيع العلمية مهمة في رفد المنظومة التربوية بشكل عام, خاصة وأن عملية التربية ليست مجرد إجلاس الطلبة في المدارس وعلى مساطب وتزويدهم بمواد علمية؛ بل أنها عملية تكاملية متجددة ومتطورة ومتغيرة بإستمرار".

 

هنا تجدر الإشارة إلى أن جناب الدكتور ماهر حميد يعتبر أيضاً من رواد المنتدى الثقافي الأسبوعي في ما يخص إرتقاء منبره ولعديد من المرات حيث يعتبر من المواكبين لنجاح هذه المنتدى منذ أن أبصر النور حتى الآن.

 

ضيف الشرف لهذه الأمسية كان الأستاذ والمدرب فراس الشمري ممثلاً عن قسم التخطيط والتنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة، قام بتكريم جناب الدكتور ماهر حميد بهدية بسيطة مقدمة من إدارة المنتدى الثقافي وكذلك جوائز الفائزين الثلاثة ممن أجاب عن أسئلة المنتدى لهذه المحاضرة.

                            

 

 

 

                            

السابق

الارهاب الأسباب والنتائج (العراق أنموذجاً) ندوة أقامها قسم تطوير الموارد البشرية

التالي

ثقافة الإنتظار بين السلب والإيجاب...المنتدى الثقافي الأسبوعي