يقظة فكر
كلنا نسعى إلى التغيير ونطمح إليه.. نبحث عنه في كل مكان.. ولكننا ننسى قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد 11).
وهنا يبين لنا ويذكرنا الله تعالى بأن التغيير الذي طالما بحثنا عنه ودعونا الله من اجله، هو موجود بالقرب منا!، نعم انه داخلنا كل ما عليك فعله هو ان تبحث عنه داخل نفسك،تفتش عليه في رفوف أفكارك وخزانة عقلك.. تقوم بنفض الغبار عن طموحاتك وأحلامك في طفولتك وشبابك، تتخلص من أفكارك البالية التي لا تزيد من وضعك إلا سوءً، وأبدلها بأخرى تدفع بك نحو الإمام.لان كل محاولاتك في تغيير الآخرين وإصلاح واقع لن تؤتي ثمارها إن لم تبدأ بنفسك أولاً.
والكل يعترف أن التغيير صعب ويحتاج إلى جهد مستمر، ولكن الجميع بحاجة إليه لأننا نتعرض في الحياة إلى الكثير من المشكلات والمتاعب التي تفرض علينا التغيير في أشياء كثيرة منها طريقة تعاملنا مع الآخرين وطريقة تفكيرنا وردود أفعالنا وغيرها من الأمور التي تساهم بطريقة أو بأخرى في تحسين حياتنا نحو الأفضل.
وهنا قد يتبادر إلى أذهننا أن الكثير منا فعلا يدرك هذه الأمور وسعى كثيراً من اجل تحقيق التغيير لكنه لم يستطيع الاستمرار!؟
نستطيع الإجابة بأن عملية التغيير التي كان يريد تحقيقها لم تكن كاملة فهي أشبه برشة عطر في فضاء واسع تبعثرت ذرات عطرها في كل مكان ولم تستطيع أن تدوم رائحتها العطرة طويلاً لان تلك الذرات كانت متباعدا جدا مشتتة بلا الهدف.
وما أشبه محاولات البعض بتلك الرشة. فهم يطمحون من دون تخطيط، يحلمون من دون أهداف.
ولكي تكون عملية التغيير مثمرة، على كل من يسعى إلى القيام بها أن يدرك مجموعة من الحقائق المهمة ومنها أن هذه العملية هي بعيدة كل البعد عن مصباح علاء الدين سحري الذي يحول لك ما تريد بلمسه سحرية. وإنما هي مجموعة من الخطوات المتسلسلة و المتناغمة مع بعضها من اجل الوصول إلى النتيجة المطلوبة تبدأ من:
1- الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه.
2- الثقة بالنفس في القدرة على تحقيق الأهداف.
3- مصارحة النفس فيما تملك من أشياء ايجابية وسلبية لمحاولة تقويم الايجابي والتخلص من السلبيات.
4- وضع أهداف يتم أخذها مما كتبته في النقطة السابقة على أن تكون هذه الأهداف ذكية وهي التي تكون واضحة وقابلة للتنفيذ ومحددة بزمن معين من اجل الوصول إليها وتخصك أنت وليس شخص آخر.
5- إدارة جيدة للوقت مع محاولة لسد كل أوقات الفراغ من خلال ممارسة الهوايات كالرياضة أو الرسم أو التطريز أو قراءة الكتب، أو أي شيء آخر يساهم في زيادة الثقافة بمختلف مجالاتها.
6- تقسيم الأهداف أو الهدف الذي تسعى للوصول إليه على جدول إعمالك اليومي.
وعليك أن تتذكر ان لا تبحث عن الكمال ولكن ابحث الامتياز. فلا يوجد شيء كامل وإنما الكمال لله فقط.
كن أنت التغيير الذي تبحث عنه.
كن أنت المنطلق لإصلاح واقعا طالما تذمرت منه.
كن أنت المرشد لمن يريد التغيير.
كن أنت نفسك
حاول أن تعيش من أجل نفسك وإرضاء ربك