توقفت للحظة وسألت نفسي:ما الغاية؟!

بينما كنت ماسكاً جهازي اللوحي انتقل بين مواقع الأخبار واحوال الطقس وانباء السياسة  ،وفيما كنت أطلع على أخر أخبار الأصدقاء والاحبة سائلاً عن صحة هذا ممازحا ذاك   ، وإذا بشخص يرسل لي رسالة واتسابية !! قائلاً : ( انظر لهذه الصورة المفجعة ل " وهابي " يمنع زائرات من الدعاء قرب "أم البنين " في البقيع ...دعونا نحرق قلوب هؤلاء " الوهابية الزنادقة " ونجعل ال what`s app يقدح بالصلاة على محمد وآل محمد ، أرسلها لأكبر عدد ممكن من الأصدقاء وإن لم ترسلها فلست موالياً لآل البيت عليهم السلام ) هنا تأثرت كثيراً لهذه الصورة والطريقة التي يلوح بها ذاك الشخص لهؤلاء النسوة طارداَ إياهن من أماكن جلوسهن ، وفيما كنت على وشك كتابة تعليق ونشره توقفت للحظة وسألت نفسي هذا السؤال :" ما الغاية ؟! " ما الغاية من الرد على هذه الصورة ؟ ما الغاية من نشر الصلاة على الرسول والآل بهذا الشكل وبسبب هذه الصورة ؟ ماالغاية من قضائي كل هذا الوقت هنا ؟ هل سيغير هذا من الامر شيء ؟ما الغاية من تصفح ومتابعة ال what`s app بهذا الشغف الكبير ؟ وما قيمة هذه الوسائل آساسآ حتى يشغلنا كل هذا الوقت ؟ 
إذا تآملنا للحظة سنجد إن الوقت والساعات التي نقضيها متجولين بين صفحات الفيس بوك والتويتر ومتابعة الأصدقاء على what`s app و ال tango ومحاولة إنهاء لعبة الكاندي  كراش والسبواي سيرف هو وقت مسروق عمداً !! نعم مسروق منا عمداً فبغض النظر عن نوعية المنشورات التي تنشر على وسائل التواصل الإجتماعي هذه ،  فلنقارن بينها وبين المدة التي تقضى خلالها مبتعدين اثناء هذا كله عن آمور آخرى آشد آهمية كالزيارات الإجتماعية والنشاطات الرياضية .... الخ ، سنجد إن كفة الإنشغال آثقل كثيراً من كفة اهتمامنا بنشر التوعية آو محاولتنا تثقيف المجتمع - ان صح التعبير -.
عودة إلى صاحبي مرسل الرسالة آنفة الذكر فانآ متأكد من سلامة عقيدته وحبه لآل البيت عليهم السلام وانا ايضا متأكد إنه -بإعتقاده - بإرساله هذه المشاركة يريد آن يبين حبه وولاءه لمذهبه ، ولكن لمّ لا ننظر إلى الموضوع من زاوية آخرى !
إن مجرد دخولك ومشاركتك مواقع التواصل الإجتماعي الكثير ة هذه قد يكون هو الهدف الآول لجعلك تنشغل عن التواصل الفعلي مع الآخرين أو الآهم مع الله عز وجل نففسه ، فبحسبه بسيطة إسأل نفسك : 
هل ان الوقت التي تقضيه في إكتشاف بحور التكنلوجيا آكثر أم وقتك في إكتشاف القرآن ؟
هل إن الوقت الذي تقضيه في انتقاء منشوراتك وتنقيحها آكثر آم وقتك في ممارسة الرياضة ؟
هل إن وقتك في الرد على منشورات الآصدقاء أكثر آم وقتك في زيارة قريبٍ لك ؟
  في حقيقة الآمر إن معظم المجتمع حالياً هو الصنف الاول شئنا ام ابينا فعودة هنا لنفس السؤال قد يكون هذا هو الهدف الإساس من إنشاء مثل هذه البرامج الممتعه والضخمة ولا اتهم أحداً فقط أن آطرح لكم موضوعاً جال في خاطري فكتبته .
ولا آبرآ نفسي إن النفس لآمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ... وهذا دعائي 

السابق

الإعلام النامي والتخطيط الناجح

التالي

حياتك من اختيارك