محور التنمية البشرية

محور التنمية البشرية ...
ان الله سبحانه وتعالى خلق الأشياء، ومن ضمنها الإنسان، وقد فضله على سائر المخلوقات بالعقل، فالعقل قابل للتحديث والتطوير، بل كل الانسان قابل للتحديث والتطوير بما فيه جسمه وروحه... وهذا هو مجال التنمية البشرية، فمحور علم التنمية البشرية هو الانسان.
كان لبداية الكون روايات متعددة، والأهم انه قد خلقه الله تعالى.. فبدأت المخلوقات بالعيش والتكاثر على وجه هذه البسيطة، ومن ضمن هذه المخلوقات كان هناك كائن عجيب يُطلق عليه اسم (الإنسان) أو (البشر)، بدأ بالوجود قبل آلاف السنين، بعضهم من قال أولهم نبي الله آدم عليه السلام، وقيل قبل آدم بآلاف السنين، فعن الامام الصادق عليه السلام في حديث قال: (لعلك ترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق ألف ألف آدم أنتم في آخر أولئك الآدميين). تفسير الميزان-ج4-ص:8. فلو تأملنا في مسيرة الانسان لرأيناه في حالة تطور وازدهار، فمن زمن يسوده الظلام ومنطق القوة، حيث يقتل ابناءه ويأكل الميتة والدم.
الى زمن تسوده شريعة القانون وقوة المنطق، فما حصلنا عليه اليوم هو نتاج لرسل وانبياء واوصياء قد بعثهم الله سبحانه وتعالى الى خلقه –الجن والأنس- ليُعَرِفُوهم به سبحانه كي يعبدوه، وليضع لهم قوانين تدير حياتهم.
فمن المهم أن يكون لدى الفرد قوة عاقلة كي يُميز الأمور خيرها من شرها وحلالها من حرامها وصالحها من فاسدها، وعلى أساس هذه القوة العاقلة سيكون الثواب والعقاب.
فعن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال: (لما خلق الله العقل قال له أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فأقبل، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك، إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك اثيب وإياك اعاقب). بحار الانوار-ج1-ص:96.
العقل قابل للتوسع ولزيادة عدد الخلايا فقد اكدت الدراسات إن الإنسان إذا عَلِمَ معلومة جديدة فانه سيزيد من عدد خلايا العقل، والإنسان مفطور على حب الفضول، فهذه الفطرة ليست اعتباطاً ولكن لها حكمتها، فتطوير العقل يصب في تطوير الانسان بشكل أساسي، لان العقل لديه معركة كبيرة مع قوة الشهوة الحيوانية، فاذا تغلب عليها فانه قاب قوسين او أدنى من الكمال بشرط استعمال العقل بالوجه السليم، واما اذا غلبت الشهوة الحيوانية فالعكس صحيح.
لذلك يشترط ان يستعمل ويستثمر العقل بالشكل الصحيح حتى ينمو ويتم تغير ما كان فاسداً - إن وجد- وبعد تنمية الذات يتم التحويل الى تنمية البشر، وقد شرط الخالق عز وجل على نفسه بان يغير ما موجود في الناس اذا غيروا ما بداخلهم فقال: (إن اللهَ لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد:11).
فالتغير بأيدينا، وتنمية البشر بأيدينا، ونحن المعنيين بهذا الموضوع لا غيرنا، فلنبدأ بالتغير ولنبحث عن السلبيات لطمسها، فقد وعدنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (إلَّا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يُبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) (الفرقان:70)

السابق

الطريق إلى التميز المؤسسي

التالي

قرارك ... مصيرك