الطريق إلى التميز المؤسسي

إن بطبيعة الانسان سهل المعشر يتكتل مع اقرانه من البشر وكل شخص منهم له اهتمامات متنوعة ومختلفة عن الاخر فمنهم من يستخدم طريق تنظيم عمله بمايراه مناسباً وبما تقتظيه مصلحة الذات لذا "فوجود الادارة حتمي لكل التكتلات البشرية بما تمتلك من امكانيات مادية وبشرية تصل بنا الى تحقيق الاهداف"

 

ان الادارة هي العنصر او الركيزة الاساسية لكل عمل مبني على معايير وقواعد علمية رصينة وفريق عمل اداري تنفيذي يعتمد على اساليب حديثة في الادارة تقلل من الكلفة وبأقل وقت ممكن ، ان العمليات والنشاطات التي تكون داخل المنظمات والمؤسسات هي اساس النجاح وتحقيق الاهداف.

 

ومن هنا ننطلق الى اعمالنا ومؤسساتنا التي لابد من ان نسعى دوماً للوصول الى أعلى مستويات الجودة وهو التميز المؤسسي ولو قارنا بين التنظيم الاداري التقليدي والحديث لوجدنا ان هناك فارق كبير بين التنظيمين وسنعرض لمحه تاريخية عن تأسيس الادارة :-

في العالم القديم، تحديداً في بلاد ما بين النهرين، منذ أكثر من ستة آلاف سنة، وفي العهد السومري، شكّل إنشاء وإدارة قنوات الريّ وتوزيعها الإرهاصات الأولى لنشوء المدن والممالك والدول ، وتوجد في تلك الفترة الكثير من المدونات الفخارية التي تسجل عقود بيع وشراء ومعاملات مختلفة.

لكن لم يتم تناول موضوع الإدارة بشكل مستقل إلا في فترات لاحقة ، فالكتابة الأولى في هذا المجال ظهر  في الصين منذ ألفين وستمائة سنة ، فقد ظهر في تلك الفترة كتاب «صن تسو» الشهير حول إدارة الحروب تحت عنوان «فنّ الحرب» ، الذي يشدد فيه على أهمية العمل الاستراتيجي تأثيره على ضعف وقوة طرفي الحرب.

 

ظهر بعد ذلك بحوالي ثلاثمائة عام «الأرثاذاسترا» في الهند، على يد المعلم الكبير «شاناكيا» الذى أُطلق عليه في الغرب تعبير «ماكيافللى الهند». وهو الكاتب الذي عالج وكتب عن نظريات واستراتيجيات عدة لإدارة شؤون الإمبراطورية والاقتصاد والعائلة.

 

لاحقاً، سنة 1513 ظهر في فلورنسا كتاب «الأمير» لنيكولو ماكيافيللى. وفى القرن الثامن عشر كتب «آدم سميث» كتابه المشهور «ثروة الأمم». لكن شؤون الإدارة لم تجد طريقها إلى الجامعات والأكاديميات إلا في بدايات القرن العشرين ، حين أنشأت جامعة هارفارد أول كلية لإدارة الأعمال في عشرينيات القرن الماضي.

 

واما الفارق بين الادارة التقليدية والحديثة كما اشار اليها اغلب علماء الادارة فهي :-

تقوم الإدارة التقليدية على تقسيم العمل على  وفق أهداف ومعايير غير واضحة، كما يعتمد التسلسل الهرمي في هذا النوع من المنظمات على العاطفة والسن والمكانة والعلاقات الشخصية والقرابة ونحو ذلك، بينما تهتم الإدارة الحديثة بالكفاءة والإنجاز في العمل. ولا يعني هذا أن للعلاقات الاجتماعية والمشاعر الإنسانية أهمية متدنية في مجال الإدارة الحديثة، بل إن العكس هو الصحيح ، فالذكاء العاطفي على سبيل المثال يعتمد على كيفية استخدام العواطف والمشاعر الإيجابية والتعامل بنجاح مع الجوانب النفسية لتحقيق أهدف المنظمة، وهو ما ينطبق على جوانب أخرى مشابهة تحظى بعناية المهتمين بدراسة وإدارة المنظمات الحديثة ، فالمدير الذي يؤمن بمبادئ الإدارة الحديثة يتخذ قراراته على وفق المعطيات والوقائع الموضوعية دون الانسياق وراء المصالح الذاتية والعواطف والعلاقات الشخصية والفئوية ، أي أنه يضع نصب عينيه تحقيق أهداف المنظمة التي يعمل بها، وإغفال مصالحه الضيقة من مادية وشخصية واجتماعية ونحو ذلك ، والمهم هنا هو أن الإدارة الحديثة تتعامل مع الجوانب النفسية والاجتماعية لخدمة رسالة المنظمة، بينما تهتم الإدارة التقليدية بتلك العوامل اهتماما كبيرا وتتجاهل رسالة المنظمة ، كما تخلط الإدارة التقليدية بين بيئة العمل والبيئة الاجتماعية ، فسلوك المدير التقليدي داخل بيئة العمل يتشابه كثيرا مع سلوكه داخل المنزل. فالرحمة والعطف وإضاعة الوقت في الأحاديث واحترام كبار السن ونحو ذلك هي قيم شائعة في كثير من البيئات المنزلية ، والتحدي الكبير الذي يواجه المدير والموظف هو فصل تلك القيم عن مجال بيئة العمل ، وعندما يعجز عن ذلك تظهر المشكلات في المنظمة التي يعمل بها.

 

وهذا يعني ان التنظيم الاداري او هندسة التنظيم الاداري قائم على اسس علمية ومرتكزات لابد ان تطبق في مؤسساتنا للارتقاء نحو النجاح المستدام ومن اهم هذه المرتكزات و الاسس هي:-

تحليل التشريعات والقوانين ، أي إن كل مؤسسة أو منظمة تريد العمل لا بد من وضع نظام داخلي لهذه المؤسسة او المنظمة مكتوب يوضح فيه كافة الضوابط الادارية والقانونية التي تنص على سير العمل بشكل صحيح .

 

وبعد اكمال النظام الداخلي لا بد من وضع خطة استراتيجية تكتب فيها الرسالة والرؤية والغايات والاهداف المراد تحقيقها خلال فترة زمنية محددة و يفضل ان تأخذ نظام متكامل لمؤسسة مشابهة للمقارنة مع مؤسسة ليتسنى دراسة النظام والاستفادة من الفقرات والتي تطابق  النظام وبعدها يضع خطة تشغيلية للعمل داخل المؤسسة وايضا تكتب خطة للعمليات المراد العمل بها ومنها وضع هيكل تنظيمي وهيكل وظيفي ووصف وظيفي وكتابة الصلاحيات الممنوحة ، واخيرا يقوم بتطبيق نظام ادارة التقييم للأفراد والمؤسسة ملاحظة مدى نجاح الخطط والنظام الذي وضع وتحدد نقاط القوة ومواطن التحسين.

وهذا ما نسميه بهندسة التنظيم الاداري .

 

السابق

المرغوب والممنوع

التالي

محور التنمية البشرية