القائد المؤثر
نعيش اليوم ازمة كبيرة في وجود القادة , ووجود الذين يدعون انفسهم انهم قادة ,و قبل الخوض كثيرا في مضمار الحديث لابد ان نعرف من هو القائد , وما هي مستويات القيادة , وما هي مراحل التأثير. القائد : هو الشخص الذي يوجه الناس للطريق الافضل , نظراً لقوته الداخلية التي يمكن ان يستمد منها الناس القوة عندما يصابون بالإحباط او فقدان الامل , وبعض الناس يعتقدون ان القيادة تعني توجيه الناس لأداء مهمة معينة , ولكن هذا الاعتقاد لا يكفي , والقائد هو الذي يعرف كيفية تحقيق الاهداف , والهام الناس على طول الطريق , وتوجد خمس مستويات للقيادة وهذه المستويات كما يلي بالترتيب: المنصب , الاذن , الانتاج , تنمية الناس , الشخصية . نلاحظ من خلال هذه المستويات , ان القيادة هي تطبيق خاص للتأثير , وتكون عند ادنى مستوياتها عندما تكون مبنية على اساس المنصب فقط فتكون حينها ادارة وليست قيادة , وهي تنمو وتصل الى مستوى اعلى عندما تقوم بتنمية العلاقات مع الاخرين , عندها سيمنحوك الاذن بان تمارس مهام القيادة , فيما يتعدى الحدود التي ترسمها وضيفتك , وعندما تحقق انت ومن يتبعون قيادتك في العمل درجة اكبر من الانتاج معاً , عندها تصبح قيادتك قادرة على الانتقال الى الانتاج , وعندما تبدا في تنمية مهارات الاشخاص ومساعدتهم على الوصول الى استخراج قدراتهم الكامنة , تنتقل قيادتك الى تنمية الناس , ولا يصل سوى القليل من الاشخاص الى الشخصية , لأنه يتطلب شخصاً يمضي فترة حياته في تنمية قدرات الاخرين , للوصول الى اعلى مستوى من القدرات التي يتمتعون بها , ويعمل التأثير بشكل مشابه فهو لا يأتي على الفور فنجده ينمو على مراحل كما يلي : القدوة , التحفيز , النصح , المضاعفة . لو تأملنا في كل واحدة من هذه المستويات. فالقدوة : يمكن ان يكون قدوة لجماعة من الناس , ولكن لكي يرتقي الى مستويات اعلى من التأثير , يجب عليه ان يعمل مع الافراد . و التحفيز يفعل شيئين : أ- يخلق جسرا بينك وبينهم . ب- يبني ثقتهم وشعورهم بقيمة الذات . والنصح : معناه ان تصب خلاصة حياتك في حياة الاخرين , وان تساعدهم على تحقيق قدراتهم الكامنة. واما المضاعفة : هي ان يساعد الناس الذين يتمتع بتأثير عليهم , لكي يصبحوا اشخاصا يتمتعون بتأثير ايجابي في حياة الاخرين , ووصفهم من ذوي التأثير المضاعف , ولكن القليل من الناس على وجه الاطلاق يستطيعون الوصول الى هذا المستوى من التأثير . اذا استطعت ان تتحول من مرحلة (المنصب) , الى مرحلة تمضي فيها فترة حياتك في تنمية قدرات الاخرين , والوصول الى اعلى مستوى من القدرات التي يتمتعون بها (الشخصية) , وبذلك تتحول من مرحلة التأثير (القدوة) , الى مرحلة (المضاعفة) , بوصفك من ذوي التأثير المضاعف وبذلك تنتج قادة مؤثرين , وما احوجنا اليوم الى قادة مؤثرين في المجتمع , ولنا اسوةً حسنة في القيادة المؤثرة , حيث كان الامام الحسين (عليه السلام) قائداً ومؤثراً في الامة , حيث ترك المنصب وقضى فترة حياته في تنمية الاخرين واصلاحهم , حين قال (اني لم اخرج اشراً ولا بطراً , ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله) .