كثيراً ما يسألني المتدربين في الدورات التدريبية التي اقدمها كيف اتعامل مع اشخاص لديهم مشكلات في التوجه الذهني والشخصية ؟؟؟؟؟ احببت ان اجيب على هذا التساؤل بالمقال الاتي: في الواقع ان من اكبر مخاطر العمل , العمل مع اشخاص لديهم مشكلات في التوجه الذهني والشخصية , لانهم يحاولون باستمرار جذبك الى الحضيض لما هم فيه , لان التوجهات السيئة معدية كالأمراض الانتقالية وهذا يسمى في التنمية البشرية (النمذجة) , فمن الصعب ان تبقى ايجابياً عندما تعيش في بيئة سلبية او حينما يكون المحيطون بك سلبيون على الدوام , بيد ان الاشخاص الذين يغشون او يتحايلون او يستخدمون اساليب تخالف قيم المؤسسة وتخدم مصلحتهم الشخصية سوف يطلبون منك لا محال ان تحذوا حذوهم ، ولن يقبلوا منك ان تقول "لا" عندما ترفض ان تشاركهم اساليبهم. ان الاشخاص الذين لديهم مثل هذه المشكلات هم اشبه بسلطعون ,اذا شاهدت سلطعوناً من قبل او رأيت احدهم يفعل ذلك , فانك تعرف بانه اذا القيت باثنين منهما في دلوِ , فليس عليك ان تقلق ابداً من ان يحاول اي منهما الفرار خارج الدلو , فجل تركيزهما سيكون منصباً على جذب الاخر للأسفل , حتى انها لن تفكر ابداً في الخروج من الدلو, هذا على الارجح سيكون شعورك في مثل هذه البيئة , سوف يكون الامر بمثابة كفاح مستمر لكي تحتفظ بالموقف الايجابي وتحافظ على قيمك . اذا قررت ان تبقى في مثل هذه البيئة فان افضل شيء يمكن ان تحاول فعله هو ان تعيش بمعاييرك الشخصية , فانت لا تريد ان تترك تنازلات الاخرين تؤثر عليك للتنازل عن قيمك , وان تتجنب التأثيرات السلبية قدر الامكان , فان للناس ارادة حرة , وهم الذين يتخذون قراراتهم الخاصة في الحياة , اذا بدأت تشعر ان تأثيرهم السلبي يلقي بضلالة على توجهك الذهني او قيمك ؛ فابتعد عنهم قدر استطاعتك ,اذا لم يساعدك الوقت ولا البعد عن ذلك , ففكر في ترك منصبك ؛ فلا يوجد ابداً عمل يستحق ان تخسر من اجله استقامتك.