من ماذا يخاف العراقيون ؟ وما هو الحل؟
على قاعة مؤتمرات مدارس الوارث النموذجية وبرعاية الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة عقد قسم تطوير الموارد البشرية أمس السبت 2017/1/21 ندوته الثقافية الاسبوعية بعنوان (العراق عام 2017 مخاوف وخيارات) قدمها الدكتور خالد العرداوي (مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء) وبحضور اكاديميين وناشطين واعلاميين من المحافظة أستهل الدكتور العرداوي حديثه بعرض سريع لأبرز المحطات التاريخية لحضارات العراق العظيمة وما أنجزه الانسان العراقي خلال القرون المنصرمة اضافةً الى اشهر العلوم والاختراعات التي ظهرت من هذه الارض الطيبة وصولا الى يومنا هذا وما شهدناهُ من وعكاتٍ وأزمات ألمّت بالشعب وجعلت منهُ شعبا مضمحلاً لا يكاد يرشف الرمق الاخير من ديمومته وبقاءه, إلا أن القيادة العظيمة للمرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني - دام ظله - جعلته يتعافى ويُضمّد جراحه ويعيد حساباته مع من دمروا أرضه وسرقوا مستقبله ليبدأ يوم الحساب الذي سُجّل بدماء وتضحيات البواسل والغيارى من ابناءه بوجه تنظيم داعش الارهابي.
العرداوي وهو دكتور في الفكر السياسي الاسلامي المعاصر أوضح أن العراق في حالةِ تحسُّنٍ وتعافٍ مع بداية هذه السنة عازيا ذلك الى القيادة العقلانية للسيد حيدر العبادي (حسب وصفه) مع الازمات التي تعصف بالبلد من حينٍ لآخر ومبيناً عدد من الأمور الايجابية التي تُسر الفؤاد وتُبشّر بمستقبلٍ مشرق للعراق منها : دخول الوفود الاجنبية الى العراق وهي مطمئنة ومستبشرة بالنصر، القوات الامنية أصبحت أكثر ثقة بنفسها وهي تقترب من الانتصار الكامل على تنظيم داعش الارهابي، تحسُّن الوضع الاقتصادي وصعود اسعار النفط بالإضافة الى وضع خطط اقتصادية لعبور الازمات، الشعب العراقي اليوم أكثر وعيا وشعورا بالأمن من سابقه. معقبا بقوله " مع كل هذه المؤشرات الجيدة ولكن هناك مخاوف تحيط بالبلد وتهدد مستقبله"
وهذه المخاوف هي الخوف من تقسيم العراق وشملت الفساد الاداري والمالي، كاشفاً "أن الشعب العراقي من أكثر شعوب العالم شعورا بالتعاسة لما يعانيه من أزمة ثقة بينه وبين المسؤول" وتدخل دول الجوار، حيث جاء في حديثه " من يسيطر على العراق يتحكم بمفاتيح الشرق الاوسط لذلك نرى الدول الاستعمارية تتقاتل وتتسابق لتضع لها يد في أرضه لذلك علينا أن نُدرك ونعي ونفهم أن جميع دول العالم التي تدعي دعمها للعراق لا همّ لها من ذلك سوى مصالحها وضمان حصتها من إدارة العراق"
والخوف من فشل الحكومة في معالجة المناطق المحررة من داعش مضيفاً العرداوي بقوله "لم يأت داعش من فراغ بل هناك حاضنة اجتماعية وسياسية احتضنته ومهدت لخروجه لذلك علينا أن نقلق في المرحلة القادمة من هؤلاء فليس ببعيدٍ احتضانهم ورعايتهم لتنظيمٍ ارهابي آخر"
الخوف من عدم معرفة ما يجب ان نعمله في المرحلة التالية، حيث تسائل العرداوي مع نفسه ومع الحضور قائلاً: "دائما ما أتسائل :- ماذا بعد داعش؟ وهذا هو الاهم في هذه المرحلة فالتحرير وسيلة وليس هدفاً نسعى له لذا يجب أن نضع الهدف ونرسم الاستراتجيات لما بعد داعش وطرد الارهاب من ارض العراق " وتابع قوله " هذه المخاوف هي مخاوفٌ حقيقية وجزءٌ منها هو مما أنتجتهُ داعش"