الاختبار الأبراهيمي في القران الكريم

الاختبار الأبراهيمي في القران الكريم

 

نحن كمسلمين قرانا القران الكريم ولا بد من اننا قد قرانا وسمعنا بقصة النبي ابراهيم الخليل ع المذكورة في القران الكريم والتي تعد من اهم القصص القرانية، ففيها من المواعظ والعبر الكثر .

 

ومن اهم بل من ابرز ما ذكر فيها هو الاختبار والامتحان الصعب بل الاصعب الذي امر الله به نبيه الخليل ابراهيم ع بذبح ولده العزيز النبي اسماعيل الملقب بـ(ذبيح الله).

 

حصل هذا الاختبار للنبي ابراهيم الخليل ع بعدما اصبح شيخا كبيرا في العمر وقد طلب من الله عزوجل ان يهب له ولدا، قال تعالى((رب هب لي من الصالحين)) الصافات/100، فوهب الله تعالى له ولدا اسمه اسماعيل قال تعالى(( فبشرناه بغلام حليم)) الصافات/101.

 

وبعيدا عن تفاصيل القصة المشوقة المملؤة بالحكمة العالية والعمق والدقة في مبحث التوحيد فقط ناخذ هذا المقطع منها ، فبعد ان وهب الله تعالى النبي اسماعيل ع الغلام الحليم للنبي ابراهيم ع وبعدما اصبح اسماعيل ع شابا يافعا مليئا بالنشاط والحيوية امر الله تعالى نبيه ابراهيم ع عن طريق رؤيا صادقة قال تعالى((فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى))الصافات 102، جاء الرد من الابن البار العالم المستسلم لامر الله والمسلم لقضائه وقدره والذائب في حب الله ، قال تعالى (( قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين))الصافات102.

 

انطلق النبي ابراهيم ع الاب مع ابنه النبي اسماعيل ع الى جبل من جبال مكة لينفذ ما امره الله به ، هنا نتسأل عن عدة امور اراها مهمة :

 

ان الانبياء جميعا موصوفون بالرحمة ، فكيف بنبي من انبياء اولي العزم ينوي ويريد ان ينفذ ذبح ابنه الشاب العزيز؟!.

 

طلب النبي ابراهيم ع ان يهب الله له من الصالحين ليكون خلفا من بعده ويورثه، والان يقدم على قتل ولده الغالي ويفارقه بهذه الصورة المؤلمة ، يا ترى ماذا جرى؟!.

 

الولد البار وموقفه الايجابي الذي يحمل الكثير من المعاني العالية في مجالات مختلفة ، فتوحيده الخالص وبره بوالديه وصبره على تنفيذ امر الله تعالى وتسليمه لقضاء الله وقدره ،هنا نسأل انفسنا هل نحن نستطيع ان ننجح بمثل هكذا اختبار صعب بل هو الاصعب من نوعه في حياة كل انسان؟.

 

بلا شك ان الاجابة عن التساؤل الاول والثاني هو ان العلم بالتوحيد الذي عند النبي ابراهيم الخليل ع قد ذاب من خلاله في دوحة الحب الالهي وكذلك الاجابة عن التساؤل الثالث هي ان النبي اسماعيل ع قد ذاب في حب الله وكل ذلك من خلال معرفته العالية بالتوحيد.

 

وهناك بلا شك دروس كثيرة من هذا الاختبار للنبي ابراهيم ع وختاماً نقول ان يراجع كل واحد منا نفسه ليرى هل يمكنه ان ينجح بمثل هذا الاختبار ، ان كان اب او ان كان ابن ، لان القصص في القران وخاصة قصص الانبياء الكرام ع لم يذكرها الله تعالى في قرانه الخالد والخاتم لجميع الشرائع السماوية لكي نقراها فقط بل ليختبرنا هل يمكننا ان نقوم بهذه الادوار ام لا ؟!!!!

 

واخيرا اتمنى للجميع ان ينجحوا في جميع الاختبارات التي يوجهونها في حياتهم الدنيا ليفوزوا ويسعدوا في الاخرة.

السابق

الاحتياجات الانسانية وتطوير الذات

التالي

طفولتهم المسروقة...-عدنان ولينا- مثلاً