أصابتني
قالت لي يوماً صديقتي ان حصى صغيرة اصابتني رُميت بها من اقرب الناس الاحباء إلي و اعزهم على الشيء الذي جعلني انطوي على لذعة قاسية من الالم فرضت على الحزن ...
قلتُ لها : هل رأيتِ يا صديقتي تلك الشجرة الطيبة التي تسمى بشجرة البن تارة و شجرة الجمال تارة أخرى ؟ ان جذورها تمتد في الارض راسخه ثابته و فروعها الخضراء ترتفع في هدوء لتهب من لونها المشرق معنى الامل إلى النفوس ,ثم ماذا هل يقف عطاؤها عند هذا فقط ؟ لا .. فإن وروداً بيضاء نقية تتوج اغصانها وكأنها أكاليل غار .. فتتزاحم تلك الورود و تتقارب في حنو و شفقه يشد بعضها بعضاً ,, ومن هنا تبدأ محاولة هذه الشجرة الطيبة لأن تكون في مجموعها عطاء و رواء للآخرين .
نعم إنها عطاء , فهي تنثر الزهور لمن يرميها بحجر, فإذا رماها الرامي بحصاة اهتزت شفقة عليه و خفقت أغصانها حنواً لأجله .. ثم أمطرته بوابل من زهورها البيضاء تكلل رأسه بها و تنثرها أمام قدميه , تفرش بها طريقة وتعطر بأريجها الهواء الذي يهب عليه , فهل رأيت هذه الشجرة الخيرة و هل فكرتِ في مثيل لها ؟
إنها ذلك الانسان المؤمن , الذي نذر حياته لله و في سبيل الله , فحينما يُرمى بحصاة يجيب عن ذلك بدعوات صالحات , وحينما تمتد إليه يد بحجر يود لو يحتضن تلك اليد ليضع بين أصابعها (بدلاً من الحجر مشعلاً من نور) وذلك أن الانسان المؤمن بطبيعته معطاءٌ و مُحبٌ وشفيق. فما أحوجنا لأن نكون مؤمنين اُساة لبعضنا و هداة فيما بيننا فقد قال الله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ ) .
فما يبعدنا أن نرد عن كل حصاة بزهرة وعن كل جرعة علقم بكأس من شهد ؟
لنحاول سوف ترون كم هي جميلة و رائعة هذه المحاولة .
سلسلة نحو أدب إسلامي هادف /الشهيدة بنت الهدى/ بتصرف