انفسهم لكنهم مختلفون

يجهل الكثير من الاهل فترة المراهقة التي يمر بها صغارهم الذين آن الاون لينتقلوا من مرحلة الطفولة الى الشباب ليمروا بمرحلة هي الأصعب من نوعها على الطرفين، فالطفل الذي كان بالأمس صغيرة اصبح الان في جسد غير جسده الذي عهده في تلك الفترة، تغيرت أفكاره و امسى يريد الاستقلالية في حياته اليومية، هذا الامر الذي جعل الاهل لا يتقبلون هذه التغيرات التي حدثت نوعا ما بصورة اسرع مما يتصورون، ولهذا نجدهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذا الوضع بسبب عدم وضوح الصورة عن هذه الفترة و الجهل بما تحتويه من تغيرات شاملة لذلك الطفل الصغير و الذي لم يبقى منه سوى الاسم وبعض ملامح الطفولة.

 

تعريف مرحلة المراهقة

 يطلق على الفترة الزمنية مرحلة الانتقال. اي الانتقال من عالم الطفولة الى عالم يشعر به المراهق بالاستقلالية عن الاخرين. و لذا تسمى هذه المرحلة من عمر الانسان مرحلة الغرور او سن الغرور ؛ كما ان الرسول الاكرم (ص) وصفها (شعبة من الجنون ) . واطلق عليها الامام علي (ع) تسمية (شَكر الشباب).[1] 

 

اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني: إن كلمة المراهق مشتقة من الفعل اللاتيني (adolescere) ومعناه التدرج نحو النضج الجسمي و الجنسي و العقلي و الانفعالي و الاجتماعي.

ويعني الاقتراب من النضج الجسمي و العقلي و النفسي و الاجتماعي، ولكنه ليس النضج نفسه، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي و الجسمي و النفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل الى اكتمال النضج الا بعد سنوات عديدة قد تصل الى 10 سنوات.[2]  

قد يخلط البعض بين مصطلح البلوغ و المراهقة الا ان علماء النفس لوضحوا الفرق حيث يرون أن:

البلوغ يعني: اكتمال الوظائف الجنسية عنده و ذلك بنمو الغدد الجنسية و قدرنها على اداء وظيفتها.

اما المراهقة: فتشير الى التدرج نحو النضج الجسمي و العقلي و النفسي و الاجتماعي و على ذلك فالبلوغ ما هو الاجانب واحد من جوانب المراهقة ؛ كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها ، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة[3] و قد قسموا تلك المرحلة لثلاثة اقسام يمكن ايجازها فيما يلي:

 

أقسام مرحلة المراهقة

  1. ما قبل المراهقة الحقيقة: و تبدأ هذه المرحلة عادة من سن العاشرة و تنتهي في سن الثانية عشر.

و تشمل الفترة التي تظهر فيها بشائر النمو الجنسي عند الذكور و الاناث على حد سواء.

  1. المراهقة المبكرة: و هي الفترة ما بين 13- 16 سنة و هي فترة البلوغ التي تنضج فيها التغيرات الجنسية ومنها تبدأ الغدد الجنسية في تأدية  وظيفتها مع عدم النضج الكامل في العملية الجنسية.
  2. المراهقة المتأخرة : و هي الفترة ما بين 17-21 سنة و هي فترة ما بعد البلوغ و فيهما تقوم الاعضاء التناسلية بوظيفتها كاملة.[4]

 

التغيرات الفسيولوجية و الجسمية

يكتسب النمو في مرحلة المراهقة درجة عالية من السرعة حيث يصاحب الدخول في هذه المرحلة مجموعة من التغيرات التي تدل على الدخول في فيها ، يكون النمو فيها على ثلاث مراحل هي بدء النمو و ذروته و انتهائه يحصل فيها انواع مختلفة من النمو ، ونتيجة لعدم المراهق المسبقة بها ينتابه شعور بالإحراج و الخجل ومن الوالدين خصوصا ، لذا من الضروري جدا شرح مظاهر البلوغ للمراهقين من قبل الوالدين حتى لا يشعر بالارتباك و القلق و الخجل عندما تطرأ هذه المظاهر بالإضافة الى مساعدته في تقبل هذه التغيرات الجسمية والفسيولوجية المختلفة و فهم ان هذه التغيرات عادية ولا تحتاج الى القلق و اهتمام خاص ، وأنها ليست حالة مرضية ، من هذه التغيرات:

 

النمو الجسمي:

كثيرا ما يتفاجأ المراهق بالتغيرات الجسمية التي طرأت على وضعه الجسدي حيث  يحدث مع البالغ اربعة تغيرات جسمية مهمة تتمثل في حجم الجسم و نسب اعضاء الجسم و نمو الخصائص الجنسية الاولية و الثانوية وهي كالتالي:

  • زيادة في الوزن، ليس فقط بسبب الدهون وانما ايضاً لزيادة انسجة العضلات و العظام[5].
  • تغيرات في الطول والوزن وتحدث في نسب الجسم ، حيث ينمو الرأس والانف في البداية ثم الذراعان والساقان، وهذا الاختلاف في نسب النمو يؤدي الى الشعور بالخجل من شكل الجسم.
  • فروق بين الجنسين في شكل الجسم، حيث يزداد الذكور حجما بزيادة حجم العظام وكثرة انسجة العضلات بالإضافة الى زيادة عرض الاكتاف ومحيط الصدر، ويترتب على ذلك زيادة قوة الدم وانخفاض معدل نشاط القلب عند الراحة وزيادة القدرة على تحمل التعب والارهاق.
  • اما في الاناث تزداد الارداف عرض وينمو الصدر ويزداد الصوت نعومة.
  • بالنسبة للخصائص المشتركة بين الجنسين فتبدو بظهور شعر العانة وشعر الابط ونشاط الغدة الدهنية الذي يترتب عليه ظهور حب الشباب [6].

 

 

 

[1] تربية الشباب بين المعرفة و التوجيه ص18

[2] فن التعامل مع المراهقين مشكلات و حلول ص16

[3] نفس المصدر السابق ص14

[4] سيكولوجية التعامل مع الابناء ج2 ص 17

[5] تمثل العضلات 45% من وزن الجسم ، وتحدث أكبر زيادة فيها في الفترة من 12- 15 سنة .

[6] فن التعامل مع المراهقين مشاكل و حلول ص21 ،26،27

السابق

لا تلوموني.. أنا متعب

التالي

رصانة ونجاح