رصانة ونجاح
على جناح الهدف تحمل المؤسّسات الرّصينة موّظفيها، وتمنحهم التّشجيع والدّعم الكافيين لخوض غمار الإبداع والخروج من الأطر التّقليديّة، مما يرفعها إلى قمم النّجاح وتسنّم المراتب العالية.
فبعد فتح نوافذ كانت مغلقة على حدائق العلم الإنساني ومن بينها علم التّنمية البشريّة، توجّهت الكثير من الإدارات لاقتفاء آثار النّاجحين ، مدجّجين بسلاح التّغيير المنشود لإحداث طفرة نوعيّة في مجال الإدارة والقيادة معاً .
فانتخاب الكادر الجّدير ذو الكفاءة أولى الخطوات، ويتمّ ذلك من خلال مقابلات العمل التي تجري وفق آليّة صحيحة تتضمّن أسئلة موجّهة ذات أهداف، لينال المستحق وسام التّعيين .
وبعد اختيار الكادر لابد من رفده بكلّ جديد عن طريق إشراكه في دورات تطويريّة بشكل مستمر، بغية تحصينه معرفيّاً بأحدث المعلومات والمهارات .
وتعتلي القيادات صهوة الريادة بتبنّيها مقترحات الموّظفين ,مشاريعهم ، لما في ذلك من نتائج ايجابيّة في استثمار الثّروة البشريّة والفكريّة المتاحة في المؤسّسة، ومحاولة تنفيذ المشاريع بخطط مدروسة لا تهدر الموارد الماليّة فيمكن دمج بعض الأفكار، وتقليص بعضها، أو تنفيذها بشكل متدرّج .
وبما أن سفينة العمل لن تشقّ طريقها في بحار التميّز إلا بمجاذيف الموّظفين، كان من الضروري تحفيزهم بشتى الوسائل الماديّة والمعنويّة كالهدايا والكلمة الطيّبة والتّقدير وكتب الشّكر والمكافآت وغيرها.
وهذا لا يعني إهمال جانب العقوبات وتعطيل دوره المهم في إحداث التّوزان المطلوب في ساحة العمل، فكثير من المشكلات تحدث نتيجة التّقصير وأمان المقصّر من العقوبة، لذا وجب على المسؤول اتّخاذ القرار المناسب بما يضمن سير العمل بناء على النّظام الدّاخلي السّليم .
ومن هنا امتازت المؤسّسات الرّصينة بمبادئ المساواة والعدالة في التعامل مع جميع العاملين، فالجميع سواسية كأسنان المشط، وإنما يكافأ المنتج المبدع، ويعاقب المقصّر المسيء .
إن الخطوات السّابقة وإن كانت بسيطة في ظاهرها إلا أنها عميقة الأثر عظيمة النّتائج، إن شُمّرت لها سواعد الجِّد، و نهضت لها همم التّنفيذ، بعد تهيئة الأرضيّة المناسبة من الإخلاص والرّغبة في النّجاح الحقيقي، ففي مواسم التفرّد، يزهو غدير المبادرين، لترفل المؤسّسة في واحة الظفر المؤزّر بعبق الاستقامة .